إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
132691 مشاهدة
الأرضون والسماوات وما بينها من دلائل العظمة

...............................................................................


كذلك أيضًا عظمة مخلوقاته دليل على عظمته فنحن على هذه الأرض. الأرض التي يتقلب عليها العباد هي صغيرة جدًّا بالنسبة إلى بقية مخلوقاته. مخلوقاته كلها صغيرة بالنسبة إلى عظمته، وإلى عظمة جلاله سبحانه.
وكذلك ذكر في الأحاديث أن الأرض سبع أرضين، ونحن لا نشاهد إلا واحدة أين البقية؟ لا يعلمها إلا الله قال الله تعالى: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ أي وأرضين سبع مثلهن فسبع السماوات بعضها فوق بعض، وسبع الأرضين بعضها تحت بعض، والأمر يتنزل بين السماوات والأرض يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ .
ورد في الحديث ما السماوات السبع والأرضون السبع في قبضة الرحمن، أو في كف الرحمن إلا كحبة خردل في يد أحدكم كمثل حبة خردل ماذا تشغل حبة الخردل أو مائة حبة أو ألف حبة في كف الإنسان؟ فهذا عظمة الله تعالى.